تشبه القيلة الدوالية الدوالي التي تصيب الأوردة الصغيرة (الأوعية الدموية) المجاورة للخصية أو للخصيتين. وعادةً لا تسبب ظهور أعراض، قد تتسبب في الشعور بالألم في بعض الحالات القليلة. يُعتقد أن الإصابة بالقيلة الدوالية يزيد من فرصة الإصابة بالعقم، لكن معظم الرجال المصابين بها ليسوا كذلك. فالعلاج ليس مطلوباً عادةً، إذ إن معظم الرجال لا يعانون من أي أعراض أو مشكلات تسببها القيلة الدوالية. وإن لزم الأمر، فيمكن إزالة القيلة الدوالية من خلال عملية جراحية. كما لا يتفق الخبراء على ما إذا كان علاج القيلة الدوالية سيعالج العقم أم لا. إذا كنت تعاني من العقم ومصاباً بالقيلة الدوالية، فمن الأفضل أن تناقش هذا الأمر مع أخصائي على علم بالمستجدات البحثية والآراء في هذا المجال.
القيلة الدوالية هي مجموعة من الأوردة (الأوعية الدموية) المتضخمة (الموسعة) في كيس الصفن، تحدث بجوار الخصية أو الخصيتين وأعلاهما.
الأوردة المصابة هي الأوردة التي تمر بالحبل المنوي، فالحبل المنوي يشبه الأنبوب يخرج من كل خصية ويتجه للأعلى نحو المعدة. يمكن الشعور بالحبل المنوي أعلى كل خصية بالجزء العلوي من كيس الصفن. يحتوي كيس الصفن على الأنبوب الذي ينقل السائل المنوي من الخصيتين إلى العضو الذكري (الأسهر) والأوعية الدموية والأوعية اللمفية والأعصاب.
والطبيعي ألا ترى الأوردة الموجودة في الحبل المنوي التي تنقل الدم من الخصيتين أو تحس بها. إذا كنت تعاني من القيلة الدوالية، يزداد حجم الأوردة (تتوسع) مما يجعلها مرئية، فهي تشبه دوالي أوردة الساقين. وقد يختلف حجم القيلة، أحياناً تُشبه القيلة الدوالية الكبيرة بكيس من الديدان داخل كيس الصفن.
من بين 7 رجال، يُصاب واحد بالقيلة الدوالية، عادةً ما يكون بين الفئة العمرية من 15 سنة إلى 25 سنة، ونصف الحالات تقريباً، تكون الإصابة بالقيلة الدوالية في الجانب الأيسر. وأقل من نصف الحالات، تكون الإصابة في كلا الجانبين، وفي بعص الحالات القليلة، تكون الإصابة في الجانب الأيمن. فالسبب في أن معظم حالات الإصابة تكون في الجانب الأيسر يرجع إلى اختلاف المسار الذي تخرج منه الأوردة اليسارية من كيس الصفن مقارنةً بالأوردة التي في الجانب الأيمن.
عادةً لا تسبب القيلة الدوالية الشعور بالألم وظهور أعراض، حالات قليلة من الرجال المصابين بالقيلة الدوالية كانوا يحسون بشعور جذب أو الضيق الطفيف نتيجةً لذلك. قد يحدث هذا في نهاية اليوم فقط خاصة إذا كنت واقفاً على قدميك طوال اليوم. يختلف حجم القيلة الدوالية من حالة لأخرى، بعض الحالات لا يمكن رؤيتها، فقط الشعور بها.
بعض الحالات تكون كبيرة سهلة الرؤية، وإذا استلقيت، ينصرف الدم من الأوردة، وقد لا تظهر القيلة الدوالية. وعند الوقوف، تتسبب الجاذبية في تجمع الدم مرة أخرى وتظهر القيلة الدوالية من جديد.
يرجع سبب تضخم الأوردة (الأوعية الدموية) في معظم الحالات إلى أن صمامات الأوردة الصغيرة في كيس الصفن لا تعمل جيداً. إذ يوجد صمامات باتجاه واحد بطول الأوردة تعمل على فواصل زمنية. تفتح الصمامات لتسمح بتدفق الدم تجاه القلب وتغلق عندما يتدفق الدم ببطء لوقف تدفق الدم للخلف.
إذا لم تعمل هذه الصمامات جيداً، يمكن أن يتدفق الدم للخلف (بسبب الجاذبية) ويتجمع في الأجزاء الصغيرة من الوريد مكوناً القيلة الدوالية. (يشبه هذا الطريقة التي تتكون بها دوالي الأوردة في الساقين)، فالسبب لعدم عمل الصمامات جيداً ليس واضحاً.
قد تتطور القيلة الدوالية (نادراً) إذا كان هناك انسداد بالأوردة الكبيرة أعلى المعدة، يشكل هذا ضغطاً خلفياً بالأوردة الصغيرة في كيس الصفن التي تتضخم (تتوسع) فيما بعد. ومن المرجح أن يحدث هذا للرجال الذين هم أكبر من 40 سنة. على سبيل المثال، إذا أُصيب رجل كبير بالقيلة الدوالية فجأة، قد يشير ذلك إلى وجود ورم بالكلى يضغط على الأوردة.
ويجب التأكيد على أن الغالبية العظمى من الحالات التي تُصاب بالقيلة الدوالية تكون من المراهقين والشباب ولا تكون خطيرة.
عادةً لا، تصيب معظم حالات القيلة الدوالية الشباب الأصحاء من الذكور. يُجرى التشخيص من خلال فحص الطبيب. ترتبط القيلة الدوالية ببعض حالات العقم، لذا؛ قد يُطلب منك إجراء اختبار سائل منوي إذا كنت أنت وزوجتك تجريان فحوصات عقم. وفي حالات نادرة، عندما يصاب الرجال الذين هم أكبر من 40 سنة لأول مرة، قد يُنصح بإجراء اختبارات لفحص السبب المحتمل لذلك. كما أن الإصابة بالقيلة الدوالية في جانب واحد دون الآخر غير عادية،
وإن حدث ذلك، فقد تكون بحاجة إلى إجراء بعض الاختبارات لاكتشاف أي سبب غير عادي.
غلب الحالات لا تتطلب علاجاً فعالاً.
ذا لم تتسبب القيلة الدوالية في ظهور أعراض أو مشكلات، فمن الأفضل تركها على حالها. وفي حال الشعور بضيق طفيف، قد تساعد الملابس الداخلية الداعمة (بخلاف الشورت) في تخفيف الضيق أو منعه. إذا أُصيب مراهق بالقيلة الدوالية، فقد يرغب الطبيب في فحص نمو الخصيتين. على سبيل المثال، قد يُنصح بإجراء اختبارات سنوية لقياس حجمها. قد يساعد هذا في توضيح ما إذا كانت الخصية تنمو لكامل حجمها.
وقد يُنصح بالعلاج في بعض الحالات.
على سبيل المثال، قد يُنصح بالعلاج إذا كنت تشعر بضيق مستمر. وقد يُنصح بالعلاج أيضاً في حال عدم النمو السوي للخصية عند مراهق مصاب بالقيلة الدوالية.
يتضمن العلاج ربط الأوردة المتضخمة، وإحدى الطرق العلاجية الأخرى هي استخدام مادة خاصة تُحقن في الأوردة (الأوعية الدموية) لسدها. وعادةً ما تنجح الطريقتان. وسيُخبرك الطبيب بمزايا الأساليب المختلفة وعيوبها.
رغم ذلك، وبعد نجاح العلاج، قد يُصاب بعض الرجال (ارتداد) بالقيلة الدوالية بعد أشهر أو سنوات.
يرجع السبب في ذلك إلى أن الأوردة غير المصابة والمفترض أن تأخذ الدم من الخصيتين قد تتضخم (تتوسع) بسبب كمية الدم الزائدة التي يجب أن تنقلها الآن. يمكن أن تُعالج حالة الارتداد بنفس طريقة العلاج الأولى.
ربما لا، لكن هناك خلاف حول ذلك. كان يُعتقد على مدار سنوات أن علاج القيلة الدوالية عند الرجل العقيم يزيد من فرصة الخصوبة مرة أخرى، وقد بينت الدراسات أن عدد الحيوانات المنوية غالباً ما يتزايد بعد العلاج، ومن المفترض أن تزيد فرصة الخصوبة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى احتمالية ازدياد الخصوبة نتيجةً للعلاج.
وتناولت العديد من الدراسات التحليلية في هذه المسألة، وتوصل التنقيح إلى عدم وجود حجة قوية تثبت ازدياد الخصوبة مع العلاج. مع ذلك، أثبتت الأبحاث التي أُجريت منذ ذلك التنقيح أنه يمكن ازدياد الخصوبة مع العلاج. وإذا كنت مصاباً بالعقم، فسيخبرك الأخصائي بمستجدات البحث والآراء المتعلقة بالمسألة.
تذكر أن معظم الرجال المصابين بالقيلة الدوالية غير مصابين بالعقم..