أحدثت جائحة “كوفيد 19” تغيرات كبيرة في أساليب عمل المهنيين الآن. العمل من وضع المنزل المريح له منافعه، كما أن له تبعاته كذلك. من المحتمل أن الكثيرون منا يعملون من المنزل وبالتالي يعانون من المشكلات مثل آلام المفاصل. يسلط البحث الضوء على الانتشار الكبير لآلام الظهر في “الإمارات العربية المتحدة” حيث يتأثر في حوالي 60٪ من السكان على الرغم من أن ما يقرب من 38٪ من المهنيين في الشرق الأوسط أعربوا عن رغبتهم في مواصلة العمل في وضع العمل عن بعد بدوام كامل، إلا أن ذلك يثير المخاوف بشأن صحتهم العضلية الهيكلية. قد يؤدي قضاء ساعات من الجلوس على كرسي أمام شاشات الكمبيوتر المحمول إلى آثار سلبية على العمود الفقري والرقبة والكتفين وحتى مفاصل الورك. ولكن الأخبار الجيدة، أن هذه الاحوال يمكن تجنبها.
نظرًا لكونها أكثر المفاصل حركة في جسمك، فإن الكتفين منخرطان في الكثير من الحركة. وبالتالي؛ فإنهما أكثر عرضة للإصابة. في حين أن أغلب آلام الكتفين من المفترض أن تكون مؤقتة، وناتجة عن مدة الجلوس الطويلة، فإن استمرار الألم قد يكون مؤشرًا لبعض الحالات الخطيرة.
في أغلب الأحيان يحدث ألم الرقبة نتيجة لوضعية الجسد السيئة. قد يكون العمل على المكتب من دون تغيير وضع لفترة طويلة من الأسباب الأخرى أو الوضع السيئ لرقبتك أثناء النوم. التدليك اللطيف للرقبة أو وضع الثلج من شأنه أن يوفر بعض الراحة.
ألم الظهر أحد المشكلات الشائعة التي يواجهها الكثير من الناس، ومن ضمنهم أولئك الذين يعملون من البيت أو المكتب. يمكن أن يُعزى السبب في ذلك إلى الجلوس أو الجلوس لفترة طويلة أو النوم في وضع غير مريح. إن لم تتحسن الحالة بالراحة فربما يكون قد حان الوقت لاستشارة الطبيب.
ألم الورك أو التصلب في مفصل الورك أو حوله قد يكون ناتجًا عن وضعية غير ملائمة أو المبالغة في الاستخدام أو تصلب العضلات. يمكن أن يؤدي استخدام كمادات الثلج والراحة إلى إرخاء عضلاتك وتخفيف بعض الألم.
لتتجنب ألم المفاصل، أن تعد مكانًا ملائمًا للعمل. عندما تعمل من المنزل، قد تشعر بالإغراء لأن تعمل في وضع الجلوس على الأريكة أو السرير. ولكن ذلك قد يسبب الأذى لعنقك وظهرك. بإمكانك الاستثمار في بعض المعدات الرخيصة التي يمكن أن تساعدك في إنشاء مكان مناسب وآمن للعمل بشكل ملائم. ضع في اعتبارك أن تضع الشاشة في مستوى قريب من مستوى العين بينما تجلس مستقيمًا.
بخلاف مكتبك، قد لا تتاح لك الفرصة للتنقل أثناء العمل في المنزل وقد ينتهي بك الأمر بقضاء ساعات من الجلوس في مكان واحد. ولكن الحركة تعد ضرورة للمفاصل. يمكنك المشي أثناء المكالمات، أو أن تضبط المنبه ليذكرك كل ساعة بأن تقف وتتحرك.
التمطي ضروري لمفاصلك وعضلاتك. يساعد على التخلص من توتر العضلات. خصص وقتًا بين أعمالك تقضيه في إطالة عضلاتك وإرخاءها. يمكنك تجربة هذه الإطالة المريحة
اليوجا طريقة ممتازة لتصحيح وضع جسدك والتخفيف من التوتر المحاصر في العضلات. إليك بعض أوضاع اليوجا للحصول على وضعية أفضل.
حين تكون في البيت، هناك فرصة لأن تجد نفسك منغمسًا في وجبات خفيفة غير صحية. وعلى أي حال، يلعب نظامك الغذائي ووزنك دورًا مهمًا في الحالة الصحية لمفاصلك. لمنع هذه الوجبات الخفيفة غير الصحية، يمكنك محاولة التخطيط لوجباتك مسبقًا حتى لا ينتهي بك الأمر بتناول أي شيء أو كل شيء.
يمكن أن تؤدي الوضعية غير الصحيحة إلى معظم مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي. الحفاظ على وضعية صحيحة سينقذك من كل المشكلات. تأكد من أنك تتذكر قاعدة 90 درجة – وهي أنك تحافظ على ظهرك بزاوية 90 درجة مع الجزء السفلي من جسمك وركبتيك في نفس الزاوية مع ساقيك. سيضمن ذلك تناسقًا صحيحًا ويقلل من مخاطر آلام المفاصل.
فقد أثبت التمرين فائدته الكبيرة في منع آلام المفاصل، بل وحتى التخفيف منها. فكر في ممارسة الرياضة كطريقة للحفاظ على صحة جيدة على المدى الطويل، وليس كشيء تفعله عندما يؤلمك ظهرك. خذ بعض الوقت من جدولك المزدحم من أجل منفعتك. حتى ولو 20 دقيقة، ستفي بالغرض. لا تهم مدة التمرين، طالما أنك ملتزم ومستمر. اشترك في التمارين التي تحبها أكثر من غيرها، حتى تستمتع بها حقًا ولا تفكر في أنك مرغم عليها.
إذا شعرت بالملل من كرسي الطاولة المعتاد، يمكنك التخلص منه والجلوس في وضع مريح على الأرض باستخدام بعض الوسائد وطاولة محمولة. الجلوس على الأرض ذو فائدة عظيمة للورك. كما أن مفيد جدا لتقويم ظهرك والحفاظ على أن يبدو مظهرك جيدًا. إذا كنت تعاني بالفعل من آلام المفاصل، وخاصة الورك، فعليك استشارة طبيبك قبل تجربة ذلك.
اقتطاع بعض الوقت لنفسك يعد رعاية للذات كما أنه أهم من أي شيء آخر. خصص بعض الوقت لإرخاء جسدك وعقلك، والاستماع إلى بعض الموسيقى، وشرب الماء. حالتك العامة ستؤثر في النهاية على رفاهيتك.
حاول أن تستمع إلى عظامك ومفاصلك بينما تقضي ساعات طويلة في العمل على أجهزة الكمبيوتر المحمولة. إدخال تغييرات صغيرة في روتينك يمكن أن يساعدك على منع الانتكاسات الكبيرة في المستقبل. لا نعلم كم من الوقت سيمر حتى نعود إلى مكتبنا، ولكن حتى ذلك الحين، يمكننا محاولة جعل منازلنا مكان عمل آمنًا لمصلحتنا.