هل تعلم أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً على مستوى العالم؟ يُعدُّ سرطانُ الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة حول العالم، وينشأ في الغالب في الخلايا المُبطَّنة للرئتين. هناك نوعان رئيسيان من سرطان الرئة، هما:
· سرطان الرِّئة ذو الخلايا غير الصغِيرة - وهو الأكثر شيوعاً ويضم 85٪ تقريباً من سرطانات الرئة. وينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية - وتشمل السرطانة الغدية والسرطانة الحرشفية الخلايا وسرطان الخلايا الكبيرة.
· سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة - يُعدُّ من السرطانات الأقل شيوعاً والشديد العدوانيَّة، ويحدث في أغلب الأحيان عند المدخنين. وينمو بمعدل أسرع وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والكبد وما إلى ذلك.
قد يستغرق سرطان الرئة عدة سنوات لكي يتطور ويظهر في صورة المرض. وربما تظل المؤشرات والأعراض خفيفة، أو آخذة في التفاقم مع مرور الوقت. وتتراوح الأعراض بين السعال البسيط والمستمر، وضيق التنفس، والتهاب الصدر، وفقدان الوزن، والأزيز، وألم في الصدر، وما إلى ذلك. ويتفرع إلى أعراض أكثر وضوحاً مثل التكتل في الرقبة، والسعال المصحوب بالدم، وفقدان الذاكرة المؤقت، وضيق التنفس، وغيرها من العواقب الأكثر ضرراً.
يعد التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة. حيث يختلف خطر الإصابة بسرطان الرئة باختلاف عدد السجائر المدخنة، وعدد سنوات التدخين. ومع ذلك، فإن 18% تقريباً من بعض المدخنين الشرهين لا يُصابون بسرطان الرئة. فهناك علاقة قوية بين السرطان والتدخين، خصوصًا سرطان الرئة، وهي كما يلي:
- يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين مقارنةً بغيرهم، يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر التي تدخنها يوميًا وعدد سنوات التدخين. فكلما طالت مدة التدخين زاد خطر الإصابة بالسرطان.
- يميل غير المدخنين الذين يعيشون بالقرب من المدخنين إلى استنشاق دخان السجائر الذي ينفثه المدخن -وهو ما يُسمَّى بالتدخين السلبي. يزيد التعرض المنتظم للدخان من فرص الإصابة بسرطان الرئة، ولكن يظل الخطر أكثر مع المدخنين النشطين.
- يتعرض أيضاً الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين حتى بعد فترة طويلة من التدخين لخطر الإصابة بالسرطان، لكن ينخفض الخطر بنسبة 50٪ بعد الإقلاع. تسهم بعض المتغيرات الوراثية أيضًا في زيادة فرصة إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة.
- ويعد سرطان الرئة أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الذكور عن الإناث.
نظراً للعلاقة بين التدخين وسرطان الرئة، فإن معظم مبادرات التوعية الصحية غالباً ما تركز على مكافحة التدخين وبرامج الإقلاع عن التدخين للحد من الإصابة بسرطان الرئة والوصول لنتائج صحية أفضل.
ومع ذلك، وبصرف النظر عن تشجيع الناس على الإقلاع عن التدخين، من المهم أيضاً خلق الوعي بينهم لاكتشاف أي حالات قد تظهر. يمكن أن يساعد الكشف المبكر والفحوصات لدى الأفراد المعرضين لمخاطر عالية في تشخيص سرطان الرئة في مرحلة مبكرة، حيث يمكن التحكم في العلاج، فترتفع معدلات الشفاء بشكل كبير.
على غرار جميع أنواع السرطانات، فالكشف المبكر هو المفتاح للعلاج والقضاء على سرطان الرئة بنجاح. وعادةً ما يتطلب العلاج منهجاً متعدد التخصصات يتضمن أفضل طرق للعلاج اعتماداً على نوع السرطان ومرحلته وحجمه/ وضعه والصحة العامة للفرد. وتشتمِل خيارات العلاج ما يلي:
الجراحة: الخيار العلاجي لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، في المراحل المبكرة وفى حالات معينة من سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة. وهذا يتضمن إزالة الورم مع بعض أنسجة الرئة التالفة المحيطة به. يمكن إزالة الرئة بالكامل (استئصال الرئة) أو جزء من الرئة (استئصال الفص أو استئصال القطع).
العلاج بالإشعاع: تُستخدم أشعة ذات طاقة عالية للقضاء على الخلايا السرطانية أو تقليصها. يمكن استعماله بمفرده أو مع العلاج الكيماوي أو الجراحة. وغالباً ما يُستخدَم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان.
العلاج الكيميائي: يتم العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو الوريد، ويشمل استخدام الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها. عادةً ما يستخدم لعلاج سرطان الرئة المتقدم أو مع العلاجات الأخرى.
العلاج الموجه: العلاجات الموجهة هي الأدوية التي تستهدف جزيئات معينة أو مسارات خاصة تشارك في نمو وانتشار الخلايا السرطانية. يتم تصميم هذه العلاجات وفقاً للخصائص السرطانية للفرد والفاعلية في أنواع معينة من سرطان الرِّئة ذو الخلايا غير الصغِيرة التي لها طفرات جينية محددة.
العلاج المناعي: تساعد أدوية العلاج المناعي الجهاز المناعي للمريض في التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وقد أثبت فاعلية كبيرة في علاج سرطان الرئة المتقدم، وغالباً ما يستخدم بوصفه علاجاً أولياً أو ثانوياً أو مع العلاج الكيماوي
من الضروري للمدخن أن يطلب المساعدة من مقدِّم الرعاية الصحية إذا كان يعاني أعراضاً مستمرة أو بحاجة الى المساعدة للإقلاع عن التدخين. قد يكون اكتشاف إصابتك بالسرطان أمراً مخيفاً، ولكن الاكتشاف المبكر والعلاج الفعَّال يساعد في تحسين نوعية حياة الشخص وبقائه على قيد الحياة.
https://www.wcrf.org/cancer-trends/lung-cancer-statistics
https://www.lungcancerresearchfoundation.org/lung-cancer-facts/