يعد سرطان الرئة أحد أكثر الأمراض شيوعاً وأكثرها فتكاً من بين أنواع السرطان حول العالم. فهو مرض معقد يؤثر على الرئتين ويعيق قدرتهما على العمل بفاعلية، كما ينتشر بسهولة في مختلف أنحاء الجسد.
يحدث سرطان الرئة عندما تنمو خلايا غير طبيعية على نحو لا يمكن التحكم فيه في الرئتين مسببةً تكوُّن الأورام. يمكن أن تتداخل هذه الأورام مع التنفس وتعيق دخول الأكسجين وتنتشر في أجزاء أخرى من الجسد من خلال مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي. أما عن نوعي سرطان الرئة الرئيسيين فهما سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة وسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة. سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو النوع الأشهر، حيث يشكل حوالي 85% من كل حالات سرطان الرئة، فيما يقل شيوع النوع الثاني وهو سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة إلا أنه أشد فتكاً.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الرئة هو السبب وراء معظم الوفيات الناجمة عن السرطان حول العالم. في عام 2020، كان هناك حوالي 2.2 مليون حالة جديدة من سرطان الرئة و1.8 مليون حالة وفاة، بما يعادل 11.4% من كل حالات السرطان و18.0% من وفيات السرطان حول العالم.
في الإمارات، يشكل سرطان الرئة مصدر القلق الرئيسي في الجانب الصحي. مع زيادة التوسع الحضري وتغير أنماط الحياة، زادت قابلية الإصابة بسرطان الرئة في الأعوام الأخيرة. وفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، فإن سرطان الرئة يأتي في المرتبة الثالثة بين أشهر أنواع السرطان شيوعاً في الدولة بعد سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم. تشير التوجهات السابقة إلى أن حالات سرطان الرئة في الإمارات تُشخص في المقام الأول بين الذكور وهي مرتبطة بدرجة وثيقة بالتدخين.
يعد التدخين السبب الرئيسي وعامل الخطر في الإصابة بسرطان الرئة، غير أن هناك عوامل أخرى تسهم في تطور المرض. تشمل هذه العوامل:
تختلف أعراض سرطان الرئة تبعاً لنوع المرض ومرحلته وموقع الورم من الرئة. ففي المراحل الأولى، قد لا تكون للمرض أعراض ملحوظة، مما يشكل صعوبة في الكشف المبكر عنه. إلا أنه ومع تطور المرض، قد تظهر الأعراض التالية:
من المهم أن نعرف أن هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلة أخرى في التنفس أو مشكلات صحية أخرى. إلا أنه وفي حال حدوث أي من هذه المشكلات واستمرارها لأسابيع أو تفاقم الوضع، لا بد من طلب الرعاية الطبية من أجل عمل تقييم شامل للحالة.
عند وجود شخص يعاني من أعراض قد تشير إلى وجود سرطان الرئة، تُجرى له مجموعة من اختبارات وإجراءات التشخيص للتأكد من التشخيص وتحديد مرحلة المرض.
يمكن أن يشكل تشخيص سرطان الرئة صعوبة من الناحية الوجدانية النفسية للمريض ومحبيه. لذا؛ فبجانب الدعم الطبي، نجد الدعم النفسي والعاطفي أثناء عملية التشخيص أمراً مهماً.
يعتمد العلاج على عدة خيارات تشمل نوع سرطان الرئة ومرحلته والصحة العامة للمريض ومدى وجود طفرات جينية وراثية. تشمل خيارات العلاج الأولى لسرطان الرئة:
ينبغي أن يناقش المرضى خيارات العلاج كلياً مع فريق الرعاية الصحية لفهم الفوائد المحتملة ومخاطر كل طريقة
تبدأ الوقاية من الإصابة بسرطان الرئة في المقام الأول باتباع نمط حياة صحي وتجنب التعرض لعوامل الخطورة. يشمل هذا الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن التدخين السلبي واتباع حمية متوازنة والحفاظ على الوزن الصحي والمشاركة في نشاط بدني دوري. رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر وطلب الرعاية الطبية في حال وجود أعراض تنفسية مستمرة أمر مهم كذلك. يمكن للفحوصات الصحية الدورية أن تسهم في الكشف عن سرطان الرئة في الوقت المناسب مما يزيد من فرص العلاج الناجح.