تعد تجربة الحمل تجربةً جميلةً بإمكانها أن تغير حياتكِ تماماً، ولكن يمكن أيضاً أن تؤدي إلى العديد من التغيرات والتحديات في حياة المرأة. إن كونك أماً حاملاً يُحتم عليكِ إعطاء الأولوية لصحتك الجسدية والعقلية لضمان الحصول على تجربة حمل صحية وسعيدة. يُدرك مستشفى فقيه الجامعي أهمية الحد من الضغط النفسي خلال هذه المرحلة الحاسمة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالتوفيق بين العمل والحياة الشخصية. يوفر المستشفى خدمات الرعاية الصحية الشاملة والمتخصصين ذوي الخبرة لإرشادكِ خلال رحلتكِ للحصول على تجربة حمل تخلو من الضغوط وتُشعركِ بالرضا.
على الرغم من أن الإجهاد يعد جزءاً طبيعياً من الحياة، فإن الإجهاد المفرط أو المزمن أثناء فترة الحمل قد يؤدي إلى عواقب سلبية. أظهرت الأبحاث أن زيادة مستويات الضغط النفسي أثناء الحمل قد يصاحبه مضاعفات مثل الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة ومشكلات في النمو. وفضلاً عن ذلك، يمكن أن يؤثر الضغط النفسي على الرفاه العاطفي للأم والذي من المحتمل أن يؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب.
وتؤكد الدكتورة آلاء يونس، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى فقيه الجامعي، على أهمية السلامة الشاملة والرعاية الذاتية للأمهات الحوامل، قائلةً: "يمكن أن يمثل الحمل وقتاً صعباً عاطفياً، ومن الضروري أن تولي الأمهات الحوامل الأولوية للعناية الذاتية. وبذلك، فإنه يجب على النساء الحوامل طلب الدعم وممارسة أساليب الاسترخاء وتنفيذ إستراتيجيات الحد من الضغط النفسي، حتى نتمكن من تحسين صحتهن النفسية بصورة كبيرة والتأثير إيجابياً على رحلة الحمل بشكل عام".
يعد الحفاظ على التوازن الصحي بين الحياة والعمل أمراً ضرورياً خلال أي مرحلة من مراحل الحياة، خاصةً أثناء فترة الحمل لتقليل الضغط النفسي وتعزيز الصحة العامة. وفيما يلي بعض الإستراتيجيات التي قد تساعد الأمهات الحوامل:
1. التواصل الصريح: التحدث إلى صاحب العمل - ناقشي إمكانية تطبيق نظام ساعات العمل المرنة أو إجراء التعديلات على عبء العمل إذا لزم الأمر. يساعد التواصل الصريح على الفهم بصورة أفضل والحصول على الدعم اللازم من مكان العمل.
2. ترتيب الأولويات وتفويض المهام:ِ حددي الأولويات الرئيسية وركزي على المهام الأساسية. قومي بتفويض المسؤوليات غير الأساسية للزملاء أو طلب المساعدة عند الحاجة. إن تحديد أولويات المهام يساعد على تقليل الشعور بالإرهاق ويمكنّكِ من إدارة عبء العمل بشكل فعَّال.
3. وضع الحدود: ضعي حدوداً واضحة بين العمل والحياة الشخصية وتجنبي نقل ضغوط العمل إلى المنزل. وكذلك، حددي مساحة مخصصة في المنزل، حيث يُمكنكِ الاسترخاء والراحة دون أن يُعكر صفوكِ الأفكار المتعلقة بالعمل.
4. إدارة الوقت: تعد الإدارة الفعَّالة للوقت أمراً بالغ الأهمية للتوفيق بين العمل والحياة الشخصية. وبذلك، حاولي التخطيط لأيامكِ مقدماً، وتحديد أهداف واقعية، وتخصيص وقت للراحة والأنشطة التي تعزز السلامة النفسية. خذي فترات راحة منتظمة مما يسمح لكِ بالاسترخاء واستعادة طاقتكِ.
5. ممارسة أنشطة الرعاية الذاتية: أعطي الأولوية لأنشطة العناية الذاتية التي تساعدكِ على تقليل الضغوط وتبعث على الاسترخاء. يُمكنك ممارسة بعض الأنشطة مثل يوغا ما قبل الولادة أو التأمل أو تمارين التنفس العميق أو المشي الخفيف. وكذلك، قضاء بعض الوقت في ممارسة الأنشطة التي تستمتعين بها، سواءً كانت قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى أو قضاء وقت ممتع مع أحبائك.
تابعت الدكتورة آلاء قائلةً: "يُعد الحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة أثناء فترة الحمل أمراً ضرورياً لصحة الأم والطفل. ومن خلال اتباع بعض الطرق السهلة، يمكن للأمهات الحوامل السيطرة على الضغط النفسي بشكل فعَّال، وتقليل المضاعفات المحتملة مع الاستمتاع بحملٍ أكثر أماناً وسلامة".
وإضافةً إلى أهمية تحقيق التوازن بين العمل والحياة، يأتى في المقام الأول تبنّي إستراتيجيات تهدف إلى تقليل الضغط النفسي أثناء الحمل. فيما يلي بعض الأساليب التي قد تساعد على القيام بذلك:
1- خيارات نمط الحياة الصحية: تناولي نظاماً غذائياً متوازناً، واحرصي على شرب المياه بانتظام وممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة المناسبة للحمل. استشارة طبيبكِ لتحديد التمارين المناسبة لمرحلة حملكِ.
2- طلب الدعم: تواصلي مع شريككِ وعائلتكِ وأصدقائكِ للحصول على الدعم العاطفي. قومي بمشاركة مخاوفكِ والتعبير عن مشاعركِ مما قد يساعدكِ على تخفيف الضغط النفسي ويمنحكِ شعوراً بالراحة. وكذلك، قومي بالانضمام إلى مجموعات دعم ما قبل الولادة أو طلب الاستشارة المهنية إذا لزم الأمر.
3- ممارسة أساليب التأمل الواعي والاسترخاء: قومي بإضافة أساليب التأمل الواعي والاسترخاء إلى روتينكِ اليومي. يمكن أن تساعدكِ تمارين تأمّل اليقظة الذهنية والتنفس العميق وتقنية استرخاء العضلات التدريجي في الحد من الضغط النفسي وتقليل القلق وتعزيز الشعور بالهدوء.
4- النوم الجيد: يجب إعطاء الأولوية للحصول على قسطٍ كافٍ من النوم خلال فترة الحمل. ضعي روتيناً لوقت النوم لمساعدتك على الاسترخاء والنوم الجيد. يجب عليكِ تهيئة بيئة مريحة للنوم، والحد من التعرض للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وممارسة أساليب الاسترخاء للحصول على نوم جيد.
5- أخذ فترات راحة: يعد الحفاظ على فترات الراحة المنتظمة على مدار اليوم أمراً ضرورياً لتقليل الضغوط النفسية. وبذلك، قومي بإضافة فترات راحة قصيرة إلى روتين عملكِ للتمدد أو المشي أو مجرد الاسترخاء. حيث إن الابتعاد عن بيئة عملكِ، حتى لبضع دقائق، يمنحكِ انتعاشاً عقلياً وجسدياً.
6- الحفاظ على إجراء الفحوصات الدورية: يجب المتابعة مع طبيبك قبل الولادة بانتظام لمراقبة صحتك ونمو طفلك. توفر الفحوصات المنتظمة الطمأنينة وتسمح لأخصائيي الرعاية الصحية بالتعامل مع أي مخاوف على الفور.
7- التماس مساعدة المتخصصين: إذا وجدتِ أنكِ تعانين من الضغط النفسي الذي لا يمكن السيطرة عليه، فضعي التماس مساعدة المتخصصين بعين الاعتبار. يمكن لأخصائيي الصحة النفسية ذوي الخبرة في مجال الضغط النفسي المرتبط بالحمل تقديم الإرشادات القيمة والدعم بما يناسب احتياجاتكِ الخاصة.
تختلف حالات الحمل من واحدة إلى أخرى، وما يثبت فاعليته لإحداهن قد لا ينطبق بالضرورة على الأخرى. اكتشفي الأساليب التي يتردد صداها معكِ وقومي بتكييفها بما يناسب ظروفك الخاصة.
ومن خلال اتباع الأساليب الحديثة ونهج الرعاية المتمحور حول المريض، فإن مستشفى فقيه الجامعي يهدف إلى تزويد الأمهات الحوامل بالمعرفة والموارد اللازمة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة وتقليل الضغط النفسي خلال هذه الفترة الخاصة في حياتهن.