يتبع مرضى السكري مجموعة من الاحتياطات الصحية تُمكِّنهم من الصيام خلال شهر رمضان المبارك. قد يتسبب الصيام في حدوث تقلبات كبيرة في مستويات السكر في الدم، مما يُشكل تحدياً طبياً لمرضى السكري مع زيادة خطر حدوث مضاعفات. وحرصاً على اتِّباع صيام صحي وآمن، لا بد من وجود وعي كافٍ إلى جانب تقييم المخاطر وتغيير النظام الغذائي والأدوية والمراقبة المستمرة لمستويات السكر في الدم.
المرضى الذين تظهر عليهم واحدة أو أكثر من العلامات التالية مُعرضون بشكلٍ أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات مرتبطة بداء السكري أثناء الصيام:
يُعدّ الصيام لمرضى السكري أكثر أماناً خلال شهر رمضان، إذا كانوا يندرجون تحت إحدى الفئات التالية:
تأكد من استشارة مقدِّم الرعاية الصحية قبل الصيام، والذي سيُساعدك على تقييم المخاطر لديك. قد ينصحك مقدِّم الرعاية الصحية أيضاً بعدم الصيام، إذا كنت معرضاً بدرجة كبيرة لخطر حدوث مضاعفات. إذا قررت الصيام، يُمكن لمقدِّم الرعاية الصحية مشاركة المعلومات الأساسية معك حول التحكم في داء السكري وتعديل أدويتك و/ أو جرعات الأنسولين الخاصة بك خلال فترة الصيام.
وبينما يتمثل الهدف في مساعدة مرضى السكري على الصيام خلال شهر رمضان دون حدوث مضاعفات كبيرة، إلا أن الوعي بالمضاعفات المحتملة أمر ضروري. ستساهم هذه المعرفة في تقييم المخاطر وتحديد أعراض المضاعفات على الفور.
نقص السكر في الدم هو حالة مرضية ينخفض فيها مستوى السكر في الدم (الجلوكوز) عن معدله القياسي. يؤدي هبوطُ مستوى السُّكَّر في الدَّم بشكل كبير إلى ظهور بعض الأعراض والعلامات والتي تشمل الجلد الشاحب والارتعاش والتعرق وسرعة أو عدم انتظام ضربات القلب والصداع والغثيان وغيرها. فيما يتعلق بمرضى السكري، يزيد الصيام بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بنقص السكر في الدم. وتتضمن العوامل المُسببة للحالة المرضية ساعات الصيام الطويلة وإهمال وجبة السحور وعدم تعديل جرعة الدواء وتوقيته. يُمكن معالجة انخفاض سكر الدم باستخدام "قاعدة 15"، وهي إعطاء 15 جراماً من الكربوهيدرات. ومن أمثلة ذلك، الأطعمة التي تحتوي على 15 جراماً من الكربوهيدرات (4 أونصات من عصير البرتقال و4 أونصات من المشروبات الغازية غير المخصصة للحمية أو 4 أقراص جلوكوز). يُمكنك إعادة فحص مستويات السكر في الدم بعد 20 دقيقة.
يميل الجلوكوز إلى التراكم في مجرى الدم بخصوص مرضى السكري. وهذه الحالة المرضية يُطلق عليها ارتفاع السكر في الدم. يزيد الصيام بشكلٍ كبير من خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم. وتتضمن العوامل المُسببة للحالة المرضية عدم السيطرة على النظام الغذائي خلال الإفطار والانخفاض المفرط في جرعة أدوية السكري بسبب الخوف من انخفاض نسبة السكر في الدم.
يحدث الحُماض الكيتوني السكري بسبب التراكم الزائد للكيتونات في مجرى الدم. يُمكن أن يحدث الحُماض الكيتوني بسبب عدم السيطرة على النظام الغذائي خلال الإفطار والانخفاض المفرط في جرعة الأنسولين نتيجة الخوف من انخفاض نسبة السكر في الدم والضغط الحاد والمرض أو العدوى.
يُمكن أن يصاب مرضى السكري بالجفاف خلال ساعات الصيام الطويلة. يُمكن أن يزداد الوضع سوءاً خلال فصل الصيف والتعرق أثناء النشاط البدني.
يزيد الجفاف من احتمال حدوث تجلط وخطر الإصابة بالخُثار، والذي يحدث عندما تسد الجلطات الدموية الأوردة أو الشرايين.
تجنباً لحدوث مضاعفات بسبب الصيام، من المهم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة ومراقبة حالتك الصحية باستمرار. وتجدر الإشارة إلى أن التوصيات التالية تتسم بالأهمية:
يُنصح مرضى السكري الذين يرغبون في الصيام خلال شهر رمضان بإجراء تقييم قبل بداية شهر رمضان بشهر أو شهرين لتحديد حالتهم الصحية. وفي هذا التقييم، يُمكن لمُقدِّم الرعاية الصحية تحديد معرفة المريض بداء السكري ومهارات الإدارة الذاتية لداء السكري ودعم الأسرة في حالة حدوث مضاعفات.
كما سيُحدد التقييم مخاطر المضاعفات الصحية المرتبطة بداء السكري بسبب الصيام، ويصنفها على أنها مرتفعة جداً أو مرتفعة أو متوسطة/ منخفضة وفقاً لمعايير الاتحاد الدولي للسكري. يُنصح بجدوى الصيام استناداً إلى تصنيف المخاطر هذا.
تحقق من مستويات السكر قبل الإفطار مباشرة، وبعد ساعتين من الإفطار، وساعتين بعد السحور.
كما يُمكنك التحقق من مستويات السكر عند الشعور بالاعياء
يُشجع جميع مرضى السكري على تناول وجبة السحور قبل الفجر في أيام الصيام. يجب أن يلتزم المرضى بنظام غذائي متوازن غني بالكربوهيدرات المعقدة التي تمتص ببطء من أجل وجبة السحور ما قبل الفجر والكربوهيدرات البسيطة للإفطار. يُنصح بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض والمحتوى العالي من الألياف، مثل الحبوب الغنية الألياف أو الشوفان أو الحنطة السوداء أو البرغل أو الأرز البني. ينبغي تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكريات.
قبل بدء الصيام، يُمكنك شرب كمية كافية من السوائل الخالية من السكر والخالية من الكافيين لتجنب الإصابة بالجفاف. وفي وقت الإفطار، يُنصح بشرب السوائل الخالية من السكر. يُتوقع أن ترفع المشروبات الغازية السكرية أو عصائر الفاكهة من نسبة السكر في الدم، وتجعل المرء يشعر بالعطش. كما يُنصح بشرب الكثير من السوائل بين غروب الشمس وشروقها.
يُمكن لمرضى السكري أداء نشاطهم البدني المعتاد، بما في ذلك ممارسة التمارين المعتدلة، ولكن ينبغي تجنب النشاط البدني المفرط خاصةً خلال ساعات المساء للوقاية من نقص السكر في الدم.
سيُساعدك مقدِّم الرعاية الصحية في ضبط جرعة دواء السكري الخاصة بك وتوقيته ونوعه. سيُساعدك الطبيب أيضاً في تعديل جرعة الأنسولين ونوعه للحد من مخاطر ارتفاع السكر في الدم.