التعرق هو وظيفة جسدية طبيعية تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم وإزالة السموم، ولكن من الممكن أن يكون التعرق المفرط مصدر قلق مستمراً لبعض الأفراد.
التعرق المفرط أو فرط التعرق هو حالة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم ويحدث في أجزاء مختلفة من الجسم، وعادةً ما يصيب راحتي اليدين وباطنَي القدمين والإبطين، والوجه أحياناً. ويعد فرط تعرق راحة اليد أكثر الأنواع انتشاراً.
حيث تسبب راحة اليد المتعرقة الإحراج لبعض الأشخاص في المواقف الاجتماعية وتؤثر أيضاً بشكل كبير على حياة الفرد.
فرط التعرق هو حالة من الحالات الطبية التي تحدث في مناطق الجسم التي لا ترتبط عادةً بالتعرق. وتؤثر على كلٍّ من الرجال والنساء، وتبدأ عادةً خلال فترة المراهقة أو البلوغ المبكر.
حتى الآن لم يكتشف السبب الدقيق لفرط التعرق، وبالرغم من ذلك، يمكن أن يكون مرتبطاً بفرط نشاط الغدد العرقية. فبعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي لهذه الحالة بسبب عوامل متنوعة، كالتوتر والقلق والتغيرات الهرمونية وبعض الأدوية.
وهناك نوعان رئيسيان من فرط التعرق، هما:
الأعراض الأوَّلية للحالة هي التعرق في مناطق مختلفة من الجسم. تشمل الأعراض الأخرى:
مع مرور الوقت، ومع تهييج العرق للجلد، يمكن أن يؤدي فرط التعرق إلى الحكة والتهاب الجلد، ووجود رائحة للجسم عندما تختلط البكتيريا الموجودة على الجلد مع جزيئات العرق وتتشقق أو يحدث تقشر للجلد، وخاصةً على القدمين.
تتباين الأعراض، ففي حين يعاني بعض الأفراد من أعراض خفيفة ومتقطعة، يواجه البعض الآخر تعرقاً مستمراً وكبيراً يؤثر
على أنشطتهم اليومية.
وتشمل المناطق الشائعة التي يحدث فيها فرط التعرق الأوَّلي ما يلي:
اطلب الرعاية الطبية الفورية إذا أصابك تعرُّق غزير مصحوب بدوار أو ألم في الصدر أو الحلق أو الفك أو الذراعين أو الكتفين
أو برودة الجلد وسرعة نبض القلب.
عليك زيارة الطبيب الخاص بك للمساعدة في تحديد الأسباب الكامنة المحتملة للتعرّق المفرط وضمان العلاج المناسب.
سيُجري طبيبك على الأرجح فحصاً بدنياً ويطرح عليك أسئلة عن الأعراض وتاريخك المرضي. وقد يجري كذلك اختبارات تشخيصية، مثل اختبار العرق، للمساعدة في تشخيص فرط التعرق. هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة بعد تشخيص الحالة، بما في ذلك مضادات التعرق الموصوفة طبياً والأدوية وفي بعض الحالات الجراحية. قد تكون تغييرات نمط الحياة، كتجنب المحفزات مثل الكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل، فعَّالة في التحكم في الأعراض. تشمل التغييرات الطفيفة التي يمكن للمرء أن يحدثها في حياته للسيطرة على الأعراض ما يلي:
في حالات التعرق المفرط أو فرط التعرق التي لا تستجيب استجابة جيدة للعلاجات التحفظية مثل الأدوية وتغيرات نمط الحياة، قد تكون الجراحة هي العلاج المفضل. استئصال الودي الصدري هو علاج فعَّال لفرط التعرق. يستخدم عادةً لعلاج الحالات الشديدة من فرط التعرق الراحي (التعرق المفرط في راحة اليد) وفرط التعرق الإبطي (التعرق المفرط تحت الإبطين). من ناحية أخرى، فإن استئصال الودي بالمنظار مفيد جداً لعلاج المرضى الذين يعانون من تعرق الوجه أو احمرار الوجه.
تعد هذه الجراحة التي يجريها جراح الصدر جراحة ذات تدخل محدود، تشمل قطع أو إزالة أجزاء معينة من الأعصاب الودية المسؤولة عن فرط التعرق. يساعد الخضوع لعملية جراحية على تقليل تحفيز الغدد العرقية، ومن ثم تخفيف الأعراض.
وكما هو الحال مع أي إجراء جراحي، فإن استئصال الودي الصدري له مخاطر محتملة وآثار جانبية، ومن ثم فمن الضروري طلب المشورة الطبية لفهم ما إذا كان هذا هو العلاج المناسب أم لا، مع أخذ حالة الشخص وتاريخه الطبي في الاعتبار.