جراحتا القلب والصدر تخصصان طبيان، يتضمنان الإجراءات المعقدة التي تشمل الصدر. يتعامل جراحو القلب مع الحالات المتعلقة بالقلب بينما يتعامل جراحو الصدر مع المتطلبات الجراحية للرئتين وأجزاء الجسم الأخرى المحيطة بهما. كلتا الجراحتين ضروري لعلاج مجموعة كبيرة من الحالات الطبية، إلا أن التركيز والإجراءات ونتائج المرضى فيهما متباينة.
تتمحور جراحة القلب بشكل أساسي حول علاج الأمراض المرتبطة بالقلب والتشوهات. كما يُدرب جراحو القلب والصدر خصيصاً للتعامل مع العمليات الجراحية المعقدة التي تشمل القلب، مثل جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي وإصلاح/ استبدال صمامات القلب، وتصحيح عيوب القلب الخلقية.
على الصعيد الآخر، تشمل جراحة الصدر الأمراض التي تؤثر على الأعضاء في تجويف الصدر، مع التركيز الأساسي على الرئتين والأجزاء الأخرى مثل المريء والقصبة الهوائية والمنصف (مساحة داخل جدار الصدر تحتوي على أعضاء مثل القلب) وجدار الصدر والحجاب الحاجز. يعمل جراحو الصدر على الرئة والأوعية الدموية والعظام والأنسجة المكونة لتجويف الصدر. نطاق جراحة الصدر واسع ويشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على وظائف الجهاز التنفسي وصحة الصدر بصفة عامة.
تتضمن جراحة القلب معظم الإجراءات اللازمة لإجراء عملية جراحية في القلب. يتوقف القلب في بعض الحالات، مما يستدعي إجراء جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي؛ للحفاظ على الدورة الدموية والأكسجين. يسمح هذا للجراح بإجراء تدخلات دقيقة على الفور في المساحة التي لا حركة فيها. تتطلب الطبيعة الدقيقة للقلب دقة عالية، وغالباً ما يعتمد جراحو القلب على التوسيع وتقنيات الخياطة الجراحية المعقدة.
في المقابل، تُجرى عمليات جراحة الصدر عادةً على الأعضاء التي تستمر في أداء وظائفها الحيوية أثناء الجراحة. على سبيل المثال، تُجرى عمليات جراحة الرئة والمريض يتنفس أو بمساعدة جهاز التنفس الصناعي. إضافةً إلى ذلك، يستخدم جراحو الصدر تقنيات التصوير الطبي المتقدمة لإجراء عمليات جراحية بسيطة، مثل جراحة صدرية تنظيرية بمساعدة الفيديو أو تنظير القصبات التداخلية أو تنظير البطن المُتقدِّم، وتقليل الصدمات وتحسين أوقات تعافي المريض.
تعالج جراحة القلب بالدرجة الأولى الأمراض التي تؤثر على القلب والأوعية المحيطة به. وتشمل بعض الحالات الشائعة التي يعالجها جراحو القلب، مرض الشريان التاجي وتشوهات صمام القلب وعيوب القلب الخلقية وتمدد الأوعية الدموية الأبهري وما إلى ذلك. تؤثر هذه الحالات تأثيراً كبيراً على حياة المريض وتتطلب تدخلاً جراحياً على الفور لمنع المضاعفات التي تهدد حياة المريض.
تشمل جراحة الصدر الحالات المتعلقة بتجويف الصدر والجهاز التنفسي.
يُعد سرطان الرئة هو أحد أكثر الحالات انتشاراً من بين تلك التي تتطلب جراحة صدرية. هناك حالات أخرى تتطلب جراحة صدرية مثل الارتجاع المعدي المريئي وسرطان المريء، وأمراض المجرى التنفسي، والأورام المنصفية، وترميم جدار الصدر وصدمات الصدر، وفرط التعرق الأولي (التعرق المفرط) وما إلى ذلك. يتعامل جراحو الصدر مع جميع الأمراض غير القلبية بصفة عامة.
يختلف تخصص جراحة القلب طبياً عن جراحة الصدر من ناحية النطاق المختلف والإجراءات والمرضى. تتخصص جراحة القلب في تدخلات القلب والأوعية الدموية، وتتطلب تدريباً مكثفاً على إجراء العمليات الجراحية المعقدة. من ناحية أخرى، تتعامل جراحة الصدر مع مجموعة أوسع من الحالات التي تؤثر على تجويف الصدر، مع التركيز بشكل أساسي على الرئتين والأعضاء الصدرية الأخرى.
كلا المجالين ضروريان وأساسيان في تحسين نتائج علاج المرضى ومعالجة الأمراض التي تهدد الحياة. يُعد فهم التباين بين جراحة القلب والصدر أمراً ضرورياً للمرضى، مما يُمكِّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بخيارات العلاج ورحلة الرعاية الصحية. إضافةً إلى ذلك، تستمر التطورات في كلا المجالين لإحداث اكتشافات جديدة في الطب الحديث، مما يمهد الطريق لتدخلات جراحية أكثر أماناً وفاعلية.