خلال شهر رمضان الكريم، يُشكل شرط الصيام الكامل تحدياً لصحة الأشخاص الذين خضعوا لجراحة علاج البدانة. يمكن للمريض الذي يخضع لجراحة علاج البدانة أن يعاني من مضاعفات صحية بسبب الصيام. من الضروري فهم نوع المخاطر التي يتعرض لها الشخص، قبل أن يقرر/ تقرر الصيام في شهر رمضان.
يُطلق على جراحات تحويل مسار المعدة وتكميم المعدة وغيرها من الجراحات الخاصة بإنقاص الوزن جميعاً اسم "جراحة علاج البدانة". تنطوي تلك الجراحات على إجراء تغييرات على الجهاز الهضمي لتمكين إنقاص الوزن وتحقيق وزن صحي للجسم. تُجرى جراحة علاج البدانة عادةً عندما لا يحقق النظام الغذائي والتمارين الرياضية النتائج المرجوة أو عندما يعاني الشخص من مشكلات صحية خطيرة بسبب وزنه. على نحو متزايد، تُجرى جراحة علاج البدانة لعلاج السمنة المفرطة، خاصةً إذا كان الشخص يعاني من أمراض مصاحبة مثل مرض السكري.
تحد بعض الإجراءات من كمية الطعام التي يمكن للشخص أن يأكلها، بينما تعمل بعض الإجراءات على تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية. تُعد جراحة علاج البدانة خياراً منقذاً للحياة للعديد من الأشخاص ويمكن أن تساعد في تقليل مخاطر المضاعفات التي تهدد الحياة المرتبطة بالسمنة.
يُطلب من الأشخاص الذين يخضعون لجراحة علاج البدانة، بما في ذلك جراحة ربط المعدة أو تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة، اتخاذ تدابير خاصة لتجنب المخاطر الصحية.
يحتاج المرضى الذين خضعوا لجراحة علاج البدانة إلى الالتزام بتوصيات طبية معينة. يمكن أن يؤثر عدم الالتزام بذلك على عملية الشفاء ويُسبب مضاعفات ما بعد الجراحة إلى جانب مخاطر صحية أخرى. إن التغذية غير الكافية وغير المتوازنة أو سوء التغذية وخاصةً الجفاف أمر غير مرغوب فيه في الفترة الأولى بعد جراحة علاج البدانة. يمكن للصيام الكامل لساعات عديدة أن يعرض المرء لمخاطر عديدة.
سوء التغذية وخطر الإفراط في تناول الطعام بعد جراحة علاج البدانة، يُنصح المريض عادةً بما يلي:
إذا كان الشخص يصوم لفترات طويلة في شهر رمضان، فقد يؤدي ذلك إلى الرغبة في تناول كميات أكبر بوتيرة أسرع عند الإفطار. يمكن أن ينتج عن ذلك الشعور بعدم ارتياح البطن أو التقيؤ أو الغثيان مما يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن.
الجفاف: من الضروري شرب ما لا يقل عن 1,5-2 لتر من السوائل طوال اليوم، بعد جراحة علاج البدانة للحفاظ على ترطيب الجسم والمساعدة في منع الإمساك. ينبغي للمرء عدم الشرب بسرعة وعدم شرب كميات كبيرة دفعة واحدة وأيضاً عدم تناول الطعام والشرب معاً. يمكن أن تؤدي تلك القيود، إلى جانب ساعات الصيام الطويلة في شهر رمضان (خاصة في فصل الصيف) إلى زيادة خطر الجفاف.
نقص الفيتامينات والمعادن: يُوصى المرضى بعد إجراء جراحة علاج البدانة بتناول الفيتامينات والمعادن بانتظام في الوقت المناسب. يتمثل أحد التحديات في شهر رمضان في أن انخفاض سعة المعدة قد يجعل من الصعب الحصول على الفيتامينات والمعادن الموصى بها في فترة زمنية قصيرة والمباعدة بينها بشكل كافٍ، مما قد يؤدي إلى حدوث نقص بتلك الفيتامينات والمعادن. يمكن أن يتسبب حجم المعدة الصغير أيضاً في مزيد من الصعوبة في تناول المكملات الغذائية والأدوية في أوقات الوجبات. لا يُنصح الشخص بالتوقف عن تناول تلك الفيتامينات/ المعادن في شهر رمضان، وهذا هو السبب في أن الصيام يمثل تحدياً للأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية لعلاج السمنة مؤخراً.
نقص سكر الدم: يزداد خطر نقص سكر الدم (انخفاض نسبة السكر في الدم) عند الصيام لفترة طويلة (أي أكثر من 10 ساعات). على سبيل المثال، إذا كان الشخص لا يتناول الطعام بين السحور والإفطار، فقد يُصاب بنقص السكر في الدم إذا كان لا يتمتع بصحة جيدة.
لهذه الأسباب، من المهم ألا يظل المرضى الذين خضعوا لجراحة علاج البدانة في حالة جوع وعطش لفترات زمنية طويلة خلال الفترة الأولى التي تتراوح من 12-18 شهراً. لا يُنصح طبياً للمرضى بالصيام خلال الفترة الأولى التي تتراوح من 12-18 شهراً للوقاية من سوء التغذية والمضاعفات الطبية.
ينخفض خطر ما بعد الأكل (بعد تناول وجبة) بعد أول 12-18 شهراً، ويمكن للمرضى الذين يتعافون بشكل مرضٍ ويتمتعون بصحة جيدة أن يصوموا في شهر رمضان. مع ذلك، قد يُنصح بتناول بعض السوائل طوال اليوم. ينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يخضعون لإجراءات سوء الامتصاص على سبيل المثال: جراحة تحويل مسار المعدة. ينبغي إبلاغهم بأهمية استمرار تناول المكملات الحيوية مثل الحديد أو الكالسيوم أو فيتامين د أو الفيتامينات المتعددة الأخرى على مدار اليوم.
نصائح حول النظام الغذائي ونمط الحياة لمرضى جراحة علاج البدانة خلال شهر رمضان
يمكن للمرضى غير القادرين جسدياً على الصيام لأسباب صحية إعفاء أنفسهم من الصيام من أجل الحفاظ على صحتهم. يُحث الأشخاص الذين خضعوا مؤخراً لجراحة علاج البدانة على الانتباه إلى المشورة الطبية بعناية وعدم الصيام إذا نُصحوا بعدم القيام بذلك.
من المهم ترك الجسم يتعافى جيداً من الجراحة للتمتع بجودة حياة أفضل ومواصلة صيام رمضان في المستقبل.