قبل المتابعة
بالنقر فوق "قبول الكل"، فإنك توافق على تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك لتحسين التنقل في الموقع، وتحليل استخدام الموقع، والمساعدة في جهودنا التسويقية.

لا شك أن شهر رمضان المبارك هو أحد الشهور المفضلة في السنة، كما أنه يوفر فرصة مناسبة للاستفادة من كل فوائد الصيام. فالصيام يساعد على تعزيز الأداء المعرفي وتقليل الالتهابات وزيادة القدرة على فقدان الوزن، وكذلك تحسين الحالة الصحية البدنية بصورة عامة.

وبالتأكيد شهر رمضان هو شهر التجمعات العائلية والولائم اللذيذة والحلويات الرمضانية الشهية. ورغم أننا قد لا نستطيع مقاومة كل تلك الأطعمة الرائعة، فمن الضروري أن نحافظ على التوازن في نظامنا الغذائي لتجنب أي مشاكل صحية وحماية كبدنا. فالكبد يؤدي مئات الوظائف في جسمنا. والجدير بالذكر أن أعراض معظم مشاكل الكبد تظهر ببطء، لذلك يكون تشخيص الإصابة بالمرض في مرحلة مبكرة أكثر صعوبة. من هنا، يجب إعطاء الأولوية لصحة الكبد من خلال تناول الطعام بطريقة صحية وبخاصة خلال شهر رمضان، لضمان استمرار أداء هذا العضو الأساسي لوظائفه الحيوية دون أي معوقات.

لا يستطيع جسمك هضم الطعام بشكل صحيح أو التخلص من المواد السامة من دون وجود كبد سليم وصحي وفعال. يمتلك الكبد أيضاً القدرة الأكبر للتجدّد مقارنة بسائر الأعضاء، مما يعني أنه قادر على إصلاح خلاياه.

لكن ذلك لا يعني أن الكبد في مأمن من التلف والأمراض. يوجد العديد من الحالات المرضية التي يمكن الوقاية منها والتي قد تؤثر على صحة الكبد. يعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي إحدى تلك الحالات. فهذا المرض الكبدي الشائع والمزمن يصيب الأشخاص الذين لا يشربون الكحول والسبب يعود للتخزين المفرط للدهون في خلايا الكبد. فهناك عوامل مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومرحلة ما قبل السكري، والسكري من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسمنة (عند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم فوق 30) وبخاصة عند منطقة الخصر أو البطن، تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض.

واتباع نظام غذائي صحي غني بالوجبات المغذية يعتبر من أفضل الإجراءات الوقائية التي يمكنك اتخاذها للحماية من أمراض الكبد. ويوجد العديد من الأطعمة التي توفر فوائد خاصة بالكبد والتي يمكنك تناولها في وجبة الإفطار.

يشارك كل من الدكتور أحمد حسون، أستاذ سريري واستشاري أول أمراض الغدد الصماء والسيدة ريشما ديفجاني، أخصائية التغذية العلاجية في مستشفى فقيه الجامعي، بعض الأفكار والنصائح حول أبرز الأطعمة المفيدة للكبد والتي يمكنك الاستمتاع بها خلال الشهر الفضيل:

  • القهوة والشاي

قد يكون للقهوة تأثير وقائي على الكبد ضد مرض الكبد الدهني غير الكحولي. فقد بيّنت الدراسات أن شرب القهوة يقلل من خطر الإصابة بتليف الكبد لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد المزمنة. ويمكن للأشخاص الذين يفضلون الشاي أيضاً الاستمتاع ببعض فوائد الشاي للكبد، فقد أظهرت الدراسات أنه لدى الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، يساعد شرب الشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة على تحسين مستويات إنزيمات الكبد. ويمكن أن يقلل الشاي من ترسب الدهون في الكبد. خلال شهر رمضان المبارك، يمكنكم الاستمتاع بفنجان من الشاي أو القهوة بعد وقت الإفطار.

  • الأسماك الدهنية ودهون أوميغا 3   

الأسماك الدهنية مثل التونة والسلمون والسلمون المرقط غنية جداً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي الدهون الصحية التي يحتاجها الجسم. وتشير الدراسات إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية تساعد على خفض نسبة الدهون في الكبد لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي ومرض آخر مرتبط بالكبد يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH).

  • التوت بأنواعه

يعد السحور وجبة مهمة في شهر رمضان، ويمكن تحويله إلى عادة صحية من خلال تناول الفواكه ذات الألوان القوية مثل التوت البري الأزرق والتوت البري الأحمر والرمان، لأنها غنية بمضادات الأكسدة. يذكر أن مضادات الأكسدة تلك تساعد على حماية الكبد من التلف، واستهلاك التوت كجزء من نظامك الغذائي يحسن الاستجابة المناعية الشاملة للكبد. وتعد إضافة حصة صغيرة من فواكه التوت أو إضافتها إلى العصائر طريقة جيدة لإدخالها في نظامك الغذائي.

  • الخضروات الكرنبية

تعد الخضروات الكرنبية مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف وكرنب بروكسل مصدراً غنياً بالمركبات التي تحتوي على الكبريت، إلى جانب نسبة عالية من الألياف وفيتامين k. ويرتبط تناول الخضروات الكرنبية بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد. فهي تساعد في إزالة السموم من الكبد والحفاظ على صحته وحمايته من الأمراض أو التلف. يمكن بسهولة تحمير الخضروات الكرنبية في الفرن أو سلقها وإضافتها إلى السلطات. 

  • زيت الزيتون

يحتوي زيت الزيتون على دهون صحية قادرة على تحسين صحة الكبد والتمثيل الغذائي. ومن خلال تناول ملعقة صغيرة من زيت الزيتون يومياً يمكن تقليل تراكم الدهون وتحسين تدفق الدم في الكبد. ويمكن استخدام زيت الزيتون للطبخ والسلطات. مع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من زيت الزيتون يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية وزيادة الوزن.

  • الثوم

يُعرف الثوم بقدرته على التخلص من السموم في الكبد والأعضاء الأخرى لأنه غني بالأليسين، وهو مركب له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادات حيوية. واتباع أي نظام غذائي يحتوي على الثوم له تأثير وقائي على صحة الكبد.

  • المكسرات    

المكسرات غنية بالعناصر الغذائية مثل فيتامين E ودهون أوميغا 3 وكلاهما له تأثير وقائي لحماية صحة الكبد. يمكنك تناول كمية صغيرة من المكسرات في الوجبات الخفيفة أو إضافتها إلى الحساء والسلطات للاستمتاع بفوائدها.

يميل الناس خلال شهر رمضان إلى الإفراط في تناول الطعام، سواء كان ذلك في التجمعات العائلية أو عند تناول الطعام في الخارج. وعادة ما تكون الوجبات خلال شهر رمضان أكثر تنوعاً ودسماً، وتتكون عادة من الحساء والسلطة والمقبلات/ المقالي، ثم الطبق الرئيسي الدسِم تليه الحلوى التي قد تتسبب بالضيق للقناة الهضمية بعد ساعات طويلة من الصيام. ” لذلك تنصح ديفجاني بتناول وجبة صحية خلال شهر رمضان المبارك تتكون من حساء وسلطة يليها مصدر صحي للبروتين مع حصة صغيرة من الحبوب الكاملة أو أي مصدر كربوهيدرات صحي. يجب ألا تختلف الوجبات وأحجام الحصص خلال شهر رمضان عن سائر الأشهر وذلك لتجنب الإفراط في تناول الطعام واستهلاك سعرات حرارية أكثر.

فيما يلي قائمة بأبرز الأطعمة التي يجب التخفيف من تناولها إلى أدنى حد خلال شهر رمضان:

  • الأطعمة الدهنية والمقالي

على عكس أوميغا 3، فإن بعض الدهون مثل الدهون المشبعة والمتحولة تضر بصحة الكبد. والأطعمة المقلية والوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطس تحتوي على نسبة عالية من تلك الدهون الضارة. ويؤدي الاستهلاك المفرط لهذه الدهون إلى صعوبة أداء الكبد لوظائفه ويمكن أن ينتج عنها التهاب الكبد الذي يمكن أن يسبب تليف الكبد.

  • الأطعمة المليئة بالسكريات والنظام الغذائي عالي الفركتوز

قد يكون الحدّ من استهلاك شراب الذرة مرتفع الفركتوز والكميات الزائدة من السكر وبخاصة من الحلويات والمشروبات المحلاة والمشروبات الغازية نقطة بداية جيدة للكثير من المرضى كل بحسب عاداته الغذائية الحالية. وبالإضافة إلى تقليل استهلاك المشروبات المليئة بالسكريات، من الضروري مراقبة تناول الكربوهيدرات المكررة وكذلك الكميات الزائدة من الكربوهيدرات. فالكبد يحوّل الكربوهيدرات والسكريات الزائدة إلى دهون ثلاثية الجليسريد والتي بدورها قد تؤدي إلى مرض الكبد الدهني. ويرتبط استهلاك كميات كبيرة من السكر بزيادة وزن الجسم وهو ما يجب تجنبه لحماية صحة الكبد.

  • الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من النشا

ويشمل ذلك البطاطس والأرز الأبيض والخبز الأبيض التي يهضمها الجسم بسرعة. عند الهضم ، يمكن أن تتسبب هذه السلع في زيادة حادة في مستوى السكر في الدم ، وهو عامل خطر للإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي. نظرًا لأن معظم هذه الأطعمة جزء منتظم من عاداتنا الغذائية ، إذا كنت غير قادر على تجنبها تمامًا ، فحاول تقليل الكمية. تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من النشا الكعك والمخبوزات أيضًا.

المنشورات ذات الصلة

No items found.