خضعت رضيعة يبلغ عمرها شهرين تقيم مع أسرتها في الإمارات لجراحة ناجحة لرأب الحويضة بالتنظير وهي جراحة صغيرة ذات تدخل جراحي طفيف، في قسم الجراحة متعدد التخصصات في مستشفى فقيه الجامعي بواحة السيليكون في دبي.
كانت الرضيعة تعاني من نوبات من البكاء المفرط على فترات متقطعة، الذي غالباً ما يعتبره الوالدان بسبب الجوع. وكذلك كانت تعاني من عدم القدرة على تحمل الطعام، مما يؤدي إلى التعرض للقئء. تعاني هذه الرضيعة الصغيرة من عيب خلقي ناتج عن انسداد تام في التقاطع بين الحالب والحوض، مما يؤدي إلى حدوث تضيق في الجزء القريب من الحالب الذي ينقل البول من الكلية. وكذلك يمكن أن تؤدي تلك الحالة إلى حدوث ضعف في وظائف الكلى السليمة.
كان الوالدان على دراية بحالة طفلتهما ومن ثم كانا يبحثان في الخيارات العلاجية. شعر الوالدان بالإحباط، حيث كانت المستشفيات الأخرى توفر فقط خيار الجراحة المفتوحة وهو خيار ذات تدخل جراحي عميق لرضيعة بعمر شهرين. واصل الوالدان بحثهما إلى أن توصلا إلى د. كامليش بال استشاري جراحة الأطفال والمسالك البولية للأطفال بمستشفى فقيه الجامعي.
وفي غضون أسبوعين من الاستشارة في مستشفى فقيه الجامعي وبعد التشخيص المناسب من جانب د. كامليش، خضعت طفلتهما لجراحة بسيطة ذات تدخل جراحي طفيف لرأب الحويضة بالتنظير. شملت العملية تصحيحاً جراحياً للانسداد وإدخال دعامة حالبية لضبط تصريف الكلية ومن ثم تخفيف التورم بها.
صرح د. كماليش بال قائلاً "تسبب العيب الخلقي الذي عانت منه الرضيعة في تورم شديد في الكليتين، مما أدى إلى ضعف شديد في وظائف الكلية اليسرى. وترجع الحالة إلى خلل في تطور الأعصاب والعضلات في المنطقة. يضمن الكشف والتدخل المبكر الحفاظ على وظائف الكلى. لا تزال الجراحة المفتوحة واسعة النطاق خياراً في بعض الحالات، ومع ذلك، إذا كان الجراح مدرباً وماهراً بما يكفي لإدارة الحالة، فالطرق التنظيرية يمكن أن تكون حلاً."
مرت الفترة ما بعد الجراحة بسهولة على الرضيعة، حيث كانت تتناول القليل من مسكنات الألم وبدأت تتغذى بشكل طبيعي بعد 3 ساعات من الجراحة. وكانت طفلة محبة للعب مثل أي طفل في ذلك العمر. بعد الجراحة، تمكنت الرضيعة من التبول بسهولة دون البكاء.
كما خضعت لتحسين تجميلي الذي ترك وراءه علامات خفيفة على بطنها. ظهر التعافي المبدئي على الكلية اليسرى ومن المتوقع أن يكون هناك تحسن تدريجي. التورم في الكلية اليمنى أقل حدة وهو خاضع للمراقبة عن كثب.
تعاني هذه الحالة من عيب خلقي، الذي يمكن أن يحدث عند الأطفال، ولكن بالنظر إلى عمر الرضيعة والتدهور السريع في وظائف الكلى في غضون شهرين من الولادة، أصبحت حالة الرضيعة نادرة من نوعها. مساحة الجراحة محدودة للغاية، نظراً لحجم الرضيعة بالنسبة للطرق التنظيرية، وبالتالي تتطلب أقصى درجات المهارة والدقة. كانت جراحة معقدة لأنها تتطلب خياطة دقيقة، حيث تُجرى بالمنظار مع عمل ثلاثة شقوق 3 مم فقط (يوجد أحد تلك الشقوق في سرة البطن). لا يستطيع إجراء هذه الجراحة إلا جراح متخصص بطب الأطفال يتمتع بالمهارة العالية، بمساعدة أحدث معدات ووسائل الجراحات ذات التدخل الجراحي الطفيف. وهنا يظهر المزيج الفريد من الخبرة الطبية والمعدات المتقدمة التي يتميز بها مستشفى فقيه الجامعي.