عانى صهيب الذي يبلغ من العمر 39 عاماً من تشوش في الرؤية وتأثر شديد بها لمدة نصف عام رغم تلقيه استشارات طبية مختلفة، وزادت الأعراض إلى أن أجرى أشعة رنين مغناطيسي كشفت عن وجود ورم في الغدة النخامية.
كان صهيب مُصاباً بعمى جزئي في إحدى عينيه، عندما زار د. توماسو توفو، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، في مستشفى فقيه الجامعي، والذي قام بتقييم الحالة بدقة وأكد أن "صهيب" يعاني من حالة نادرة نسبياً، وهي إصابته بورم الغدة النخامية الكيسي بحجم 3 سم. كان حجم الورم ملاحظاً بشدة بالنظر إلى المساحة المحدودة داخل الغدة النخامية، وهي عضو صغير الحجم يقع في قاعدة المخ ولكنه ينظم العديد من وظائف الجسم، فهو المسؤول عن إنتاج هرمونات تؤثر على وظائف الجسم المختلفة لذلك؛ يُعد جزءاً مهماً من نظام الغدد الصماء في الجسم.
نظراً لتعقيد الحالة، تم اعتماد نهج متعدد التخصصات يشمل أخصائيين من أقسام جراحة الأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والغدد الصماء. وأجرى د. توماسو توفو ود. أحمد حسون، استشاري الغدد الصماء، تقييماً شاملاً للورم ووظائف الغدة النخامية.
وقد نُصِح صهيب بإجراء عملية جراحية فورية بسبب تأثير الأورام على العصب البصري. فتمت إزالة الورم الذي يبلغ طوله 3 سم بنجاح من خلال تنظير داخلي ذات التدخل محدود.
وقد قال د. توفو تعليقاً على هذه الحالة: "التعاون بين فريق الخبراء لدينا واستخدام التقنيات الجراحية المتقدمة مكننا من إزالة الورم مع الحفاظ على الغدة النخامية. يمكن استخدام تقنيات مختلفة لإزالة الورم؛ ولكنه لدينا الخبرة والتكنولوجيا للتعامل مع الحالات المعقدة باستخدام طرق ذات تدخل محدود. التحسن الفوري الذي رصدناه في رؤية صهيب كان أمراً مُجدياً حقاً".
أعرب صهيب عن امتنانه للرعاية الاستثنائية المتعددة التخصصات التي تلقاها في مستشفى فقيه الجامعي قائلاً: "أنا ممتن للرعاية الاستثنائية التي تلقيتها داخل المستشفى على يد أطباء من ذوي الخبرة. فقد لمست من الأطباء والممرضين والممرضات دعماً واستعداداً دائماً للمساعدة، بدءًا من الاستشارات الأوَّلية وحتى رعاية ما بعد الجراحة. يتمتع الجراحون بخبرة كبيرة في مجالاتهم الخاصة، مما جعلني أشعر بالراحة على الرغم من خضوعي لعملية جراحية معقدة. أوجه الشكر لـ د. توفو، ود. حسون، ود. أوجيدا وطاقم التمريض، سأظل مديناً لكم طوال عمري لهذه الرعاية التي تلقيتها".
تم الوصول إلى الورم من خلال الأنف، بمساعدة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة (جراح الأنف والأذن والحنجرة) د. جيوفاني أوجيدا، الذي صرح قائلاً: "يتمثل دور جراح الأنف والأذن والحنجرة في مثل هذه العمليات الجراحية في العمل جنباً إلى جنب مع جراح الأعصاب للوصول إلى الورم. وعلي الرغم من أن هذا النهج قد يبدو مخيفاً، فإنه آمن وفعَّال ويتيح تعافياً أسرع للمرضى". إن توفر أحدث التقنيات والخبرات الجراحية لـ د. أوجيدا ود. توفو ضمن الإزالة الآمنة للورم دون الإضرار بالغدة النخامية.
وأشار د. أحمد حسون إلى أهمية وجود فريق متعدد التخصصات قائلاً: "كان إجراء تقييم شامل لوظائف الغدة النخامية ومستويات الهرمون أمراً ضرورياً في تحديد خطة العلاج المناسبة لصهيب. توضح النتيجة الناجحة لهذه الجراحة أهمية اتباع نهج متعدد التخصصات في علاج أورام الغدة النخامية.
فقد لاحظ صهيب تحسناً فورياً في رؤيته بعد نجاح الجراحة. وسُمح له بالخروج في غضون 3 أيام من الرعاية التالية للجراحة واستأنف العمل بعد أقل من شهر. وهو يواصل المتابعة المنتظمة مع د. توفو ود. حسون ود. أوجيدا، إلا أن رؤيته تحسَّنت بشكل كبير. ويتطلع صهيب الآن إلى مستقبل أفضل مع تحسن بصره وصحته بشكل عام.
ورم الغدة النخامية هو نمو غير طبيعي في الغدة النخامية المسؤولة عن تنظيم الهرمونات التي تتحكم في وظائف الجسم الحيوية. غالباً ما يكون السبب الدقيق لأورام الغدة النخامية غير معروف، لكن العوامل الوراثية والحالات النادرة قد تزيد من خطر الإصابة به. تشمل الأعراض الصداع ومشكلات البصر والاختلالات الهرمونية والتعب وفقدان الوزن.
تتضمن الخطة العلاجية نهجاً متعدد التخصصات يشمل العلاج بالأدوية أو إجراء جراحة. توفر تقنيات التنظير ذات التدخل المحدود فرصة للتعافي بشكل أسرع وتجنب إحداث ندبات كثيرة بالجسم. يتعافى معظم المرضى وينعمون بحياة صحية عند تلقيهم العلاج المناسب والرعاية المنتظمة.
من الضروري اللجوء لاستشارة اختصاصي الرعاية الصحية عند ظهور أي أعراض مثل تشوش الرؤية أو الصداع المستمر. في حين أن اكتشاف الورم أمر مخيف، ولكن التشخيص والعلاج المبكر أمران أساسيان لتحقيق نتائج إيجابية.