يلعب النهج متعدد التخصصات دور محوري في الطب الحديث، حيث أدى الفحص الروتيني إلى اكتشاف ورم في الكبد لمريض زار مستشفى فقيه الجامعي التي تمت بإرشاد من الدكتور الخبير عبد الرحمن الكنج، استشاري طب الأورام والدكتور علاء الدين حكيم، استشاري الأشعة التدخلية.
زار المريض مستشفى فقيه الجامعي بصحبة شقيقه لإجراء فحص الغدة الدرقية. كان المريض يعاني من آلام في البطن خفيفة، ولكن لم يكن هناك ما يعرقل حياته اليومية. ومع ذلك، قرر أن يخضع لفحص روتيني حينما سنحت له الفرصة. وكانت النتائج غير متوقعة ومثيرة للقلق.
وعليه، أظهر كشف الفحوصات، بما في ذلك فحص التصوير بالرنين المغناطيسي والخزعة، عن وجود سرطان الخلايا الكبدية، وهو ورم كبدي أولي بحجم 9 سم موجود بالقرب من مركز الكبد. وكان للمريض تاريخ مرضي من التهاب الكبد المزمن B، والذي أدى على الأرجح إلى تليف الكبد مما عقَّد خيارات العلاج. عادةً ما تتطلب الحالات التي تنطوي على أورام تقع بالقرب من الأوعية الدموية الرئيسية تدابير جراحية مثل استئصال الكبد. ومع ذلك، في هذه الحالة، فإن حجم الورم وحالة تليف الكبد المتقدمة للمريض (المستوى ب) جعلت هذه الخيارات أكثر خطورة.
بعد فحص دقيق، قرر مجلس علاج الأورام في مستشفى فقيه الجامعي سلوك مسار مختلف: الانصمام الكيميائي عبر الشرايين. وهو إجراء ذات تدخل محدود يهدف إلى وقف نمو الورم وتقليل حجمه. ويمهد هذا النهج الإستراتيجي أيضاً الطريق لخيارات العلاج اللاحقة.
لعب الدكتور الكنج، استشاري طب الأورام دوراً حاسماً في تشخيص المريض، مؤكداً على أن هذه الحالة تؤكد أهمية التشخيص المبكر. بالفحوصات الدورية بانتظام يمكن أن تنقذ حياة المريض، حتى إذا بدت الأعراض خفيفة. وفي هذه الحالة، أحدثت الإجراءات السريعة ونهج الفريق المتعدد التخصصات فرقاً كبيراً".
أوضح الدكتور علاء الدين حكيم أن إجراء الانصمام الكيميائي الناجح الذي أجراه عبر الشرايين (TACE) هو تدخل متخصص مصمم للمرضى الذين يعانون من تليف الكبد والذين قد لا يكونون مرشحين مثاليين للجراحة أو الزرع. إنها خطوة حاسمة في رحلة العلاج تفتح الأبواب أمام خيارات علاجية محتملة أخرى".
خضع المريض لعملية الانصمام الكيميائي عبر الشرايين (TACE) تحت خبرة الدكتور علاء الدين حكيم وبعد إجراء العملية، خرج المريض وهو في حالة مستقرة، مع تحسن الأعراض، ولم يتطلب لرصد حالته سوى الأدوية الداعمة. يخضع المريض للمتابعة المنتظمة من مجلس علاج الأورام في مستشفى فقيه الجامعي لمراقبة حالة الكبد ومناقشة المزيد من إستراتيجيات العلاج.
هذه الحالة تعتبر إثباتًا على أهمية الفحوصات الروتينية. كما تسلط الضوء أيضًا على أهمية النهج متعدد التخصصات في التعامل مع حالات الأورام الصعبة والجهود التعاونية التي يبذلها الخبراء في مستشفى فقيه الجامعي من أجل ضمان أفضل النتائج لمرضانا.