تماثل طفل حديث الولادة، يبلغ من العمر يومين، للشفاء واستعاد عافيته بعد نجاح إجراء جراحة معقدة له في الجهاز الهضمي بمستشفى فقيه الجامعي في واحة دبي للسيليكون.
وقد لعب فريق طبي متميز، يضم لفيف من الخبراء من جراحي الأطفال وأطباء الأطفال حديثي الولادة وفريق التخدير، دوراً بارزاً في تحديد التشخيص الصحيح لحالة الطفل مما مهد الطريق أمام هؤلاء المخضرمين لضمان مستقبل أفضل لصحة للطفل.
استقبل السيد والسيدة/ ر توأمهما في 14 نوفمبر بمستشفى فقيه الجامعي. واضطرت السيدة/ ر إلى تغيير خطة استقبال طفليها حيث اتخذت خطتها منعطفاً غير متوقع ووضعت توأمها مبكراً قبل الموعد المُحدد لذلك.
وقد أوضحت السيدة/ ر التفاصيل قائلةً: "خلال الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية الذي أجريناه قبل الولادة، أبلغنا الطبيب بأن أحد الأطفال يعاني من تضخم في الأمعاء، وأنه لابد من خضوع عملية ولادة مبكرة لتجنب حدوث أي أخطار محتملة. وكنت، في ذلك الوقت، حاملاً في الأسبوع 36. "
وقد عانى الطفل الثاني، من مضاعفات مثل القيء وعدم تحمل الطعام وصعوبة في إخراج البراز. وقد أوصى الدكتور/ محمد العيسو، أخصائي طب الأطفال حديثي الولادة، المُشرف على حالة المولود الجديد، بضرورة إجراء تدخل جراحي عاجل. وقيام الدكتور/ كماليش بال، استشاري جراحة المسالك البولية للأطفال، بعملية جراحية للطفل على الفور.
وبعد إجراء الفحوصات الدقيقة، اتضح أن الطفل يعاني من إصابة نادرة في الأمعاء مما أدى إلى نخر الأمعاء وثقبها وتسرب العقي، مما أيضا تسبب في رتق الأمعاء (وهي حالة لا يكون فيها جزء الجسم الأنبوبي مفتوحاً بشكل طبيعي). وقد خضع المولود لعملية جراحية طارئة لعلاج التشوهات الخلقية التي تسببت بدورها في انسداد الأمعاء الدقيقة للطفل وتسرب العقي. وضم الفريق الجراحي أيضًا الدكتور خالد بلح، استشاري التخدير، والذي كانت خبرته حاسمة في نجاح الجراحة.
وأوضح الدكتور/ كماليش بال، قائلاً: "في غضون 24 ساعة من الولادة، خضع المولود لعملية جراحية معقدة في الجهاز الهضمي داخل تجويف البطن نتيجة لإصابته بانفجار الأمعاء. ونتيجة لذلك تم توصيل الأطراف المنفصلة للأمعاء بدقة أثناء العملية الجراحية، بهدف استعادة وظيفة الجهاز الهضمي للطفل. تمحورت العملية الجراحية حول منع حدوث المزيد من المضاعفات الخطيرة وضمان سلامة الرضيع."
كما أكد الدكتور/ بال على أهمية متابعة حالة الطفل بعد إجراء التدخل الجراحي لأنه في السنوات الأولى من مرحلة النمو. لذلك كان تعافي الطفل الذي غادر مستشفى فقيه الجامعي بعد 9 أيام من الولادة سهلاً وبدأ في تقبل الرضاعة. أصبح الفريق الطبي التابع لمستشفى فقيه الجامعي، والذي يضم العديد من الخبراء، متفائلاً بشأن قدرة الرضيع على استعادة وظائف الجهاز الهضمي الطبيعية، مع العلم أنه تستمر الأمعاء في النمو لدى الطفل حتى تصل إلى معدلها الطبيعي. ومن ثم وضعت مواعيد لإجراء المتابعة الطبية المنتظمة لمراقبة نمو الأمعاء من حيث الطول والعرض حتى تقوم بوظائفها الكاملة.
وأعربت السيدة/ ر، والدة الطفل، عن امتنانها قائلةً: "إن التوتر الذي عانينا منه لا يمكن تخيُّله، لكننا نشعر بالارتياح لأن طفلنا الآن في حالة جيدة وفي طريقه الى الشفاء واستعادة عافيته وصحته. "
وإننا نقدر الخبرة والرعاية التي تقدمها المستشفى. وأضافت قائلةً: "لقد منحنا الدكتور كماليش الطمأنينة والثقة التي كنا نحتاج إليها في مثل هذا الوقت الحرج. كما كان الدعم الذي تلقيناه من الدكتور/ العيسو والدكتورة/ سومانا وفريق التمريض من وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة غير عادي، حيث وقفوا بجانبنا وساندونا طوال الوقت."