قبل المتابعة
بالنقر فوق "قبول الكل"، فإنك توافق على تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك لتحسين التنقل في الموقع، وتحليل استخدام الموقع، والمساعدة في جهودنا التسويقية.

النجاة من القاتل الصامت: انتصار شاب يبلغ من العمر 34 عاماً على مرض قلبي مهدد للحياة

النجاة من القاتل الصامت: انتصار شاب يبلغ من العمر 34 عاماً على مرض قلبي مهدد للحياة

كان هينو كومار ذو الـ 34 عاماً يمارس أنشطة يومه الطبيعية كالمعتاد عندما بدأ يشعر بألم في صدره. تجاهل الألم في بادئ الأمر ظناً منه أنها قد تكون مجرد غازات في البطن، ولكن استمر الألم حتى أصبح حاداً وانتقل إلى ظهره.

نُقل فوراً إلى قسم الطوارئ بمستشفى فقيه الجامعي في حالة اعتلال حاد. شخَّص أخصائيو الطوارئ حالة المريض فور وصوله تشخيصاً دقيقاً ب أنه مُصاب بتسلخ الشريان الأبهر، وهي حالة قلبية مهددة للحياة يتعرض فيها الشريان الأبهر الذي ينقل الدم المُشبع بالأكسجين إلى الجسم بالكامل إلى التمزق وتنفصل طبقاته الداخلية والوسطى.

نظراً لخطورة الحالة، نُقل هينو لإجراء جراحة قلب طارئة في مركز القلب في مستشفى فقيه الجامعي تحت إشراف د. فوزي الصفدي، استشاري جراحة القلب والصدر.

يقول هينو: "أشعر بالامتنان لعودتي إلى الحياة من جديد، لذلك أعلم أنني كنت في أيدٍ أمينة. لم أستعد بعد عافيتي بالكامل، ولكنني أستطيع أداء جميع المهام كما أريد. يجب أن أُمهل نفسي وقتاً أطول قليلاً قبل العودة لمباشرة عملي ولكنني أشعر بالامتنان الشديد لأنه قد لا ينجو الكثير من مثل هذه الحالة.أود أن أعبر عن شكري وتقديري للطبيب وفريق مستشفى فقيه الجامعي لما بذلوه من جهد وما فعلوه من أجلي."

كان هينو مصاباً بالنوع الأكثر شيوعاً والأخطر على الإطلاق من بين نوعين لتسلخ الأبهر؛ ألا وهما النوع "أ" والنوع "ب". وفي حالة النوع "أ" يتمزق الشريان الأبهر الصاعد وهو أكبر شريان في الجسم. إن الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم غير المنضبط هم أكثر عرضة للإصابة بتسلخ الشريان الأبهر. وقد تبين أن هذا السبب هو العامل الرئيسي في حالة هينو إلى جانب السمنة المفرطة والاستعداد الوراثي.

ويقدر معدل الإصابة بتسلخ الشريان الأبهر سنوياً من 3 إلى 4 أشخاص من بين كل 100,000 شخص ومن المحتمل أن يؤدي إلى الوفاة بنسبة كبيرة إن لم يُشخَّص مبكراً. وهي حالة شائعة بين المرضى المسنين وتؤدي عادةً إلى وفاة المرضى بنسبة 20% نظراً لتفاقم الحالة سريعاً وعامل وصول المستشفى في الوقت المناسب.[1]

يقول د. فوزي الصفدي، استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفى فقيه الجامعي: "نقلنا هينو مباشرةً ليخضع لجراحة طارئة وذلك لأن حالته كانت تتدهور وأي تأخير قد يؤدي إلى تعرض باقي أعضاء الجسم للخطر. يكمن الخطر الرئيسي في هذه الجراحة في تعرض الحالة إلى قصور الإمداد الدموي. تعد جراحة تسلخ شريان الأبهر من العمليات المعقدة، وفي هذه الحالة، أُزيل الشريان الأبهر التالف. ونظراً لأن هينو نُقل لإجراء الجراحة الطارئة مباشرةً، تطلبت حالته الرعاية المتخصصة التي يقدمها مركز القلب في مستشفى فقيه الجامعي. اتبعنا نهجاً متعدد التخصصات لرعاية الحالة يتضمن اتخاذ الإجراءات الفورية بمساعدة فريق الطوارئ والجراحين الخبراء ووحدة العناية المركزة المجهزة على أكمل وجه وتوفر التقنيات الحديثة، وهو ما ساعدنا على إتمام العملية بنجاح والتأكد من عودة هينو إلى منزله من جديد بقلبٍ سعيدٍ."

كانت الجراحة ناجحة واستطاع هينو المشي بعد يومين من العملية. غادر هينو مستشفى فقيه الجامعي بعد أسبوع من الملاحظة وبفرصة جديدة للحياة.

تسلخ الشريان الأبهر هو حالة طوارئ معقدة مرتبطة بتقدم السن وأمراض القلب والأوعية الدموية الموجودة مسبقاً. وعلى الرغم من ذلك، تشير الدراسات الحديثة أن معدل الإصابة بتسلخ الشريان الأبهر يزداد بين الأفراد الأصغر سناً، بما في ذلك الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً. وهي ظاهرة تدعو للقلق، حيث تشير إلى تغير في الشرائح السكانية النمطية المتأثرة بالأمراض القلبية الحادة.

وأضاف د. فوزي الصفدي أن "ارتفاع ضغط الدم هو عامل مهم لخطر الإصابة بتسلخ الشريان الأبهر. وهو أحد أهم العوامل المسببة الرئيسية في حالة هينو. ومن المرجح أن يُصاب الأفراد الأصغر سناً بارتفاع ضغط الدم بسبب نمط الحياة غير الصحي والضغط النفسي، لا سيما في هذا الجزء من العالم."

يمكن أن يرتبط تسلخ الشريان الأبهر في الأفراد الأصغر سناً بعدة أسباب تشمل الوراثة ونمط الحياة والعادات الثقافية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ما هو تسلخ الشريان الأبهر؟

تسلخ الشريان الأبهر هو حالة طوارئ قلب مفتوح معقدة تحدث عندما تتمزق الطبقة الداخلية للشريان الأبهر، وهو أكبر شريان في الجسم يحمل الدم من القلب إلى أجزاء أخرى في الجسم. يتسبب تمزق الطبقة الداخلية للشريان الأبهر في تدفق الدم بين طبقات جدار الشريان الأبهر، فيؤدي لانتفاخه وتضخمه.

تُصنف أسباب تسلخ الشريان الأبهر بشكل عام إلى عوامل خطر قابلة للتعديل وعوامل خطر غير قابلة للتعديل. تشمل عوامل الخطر غير القابلة للتعديل العمر والنوع والأمراض الوراثية. أما عوامل الخطر القابلة للتعديل فتتضمن ارتفاع ضغط الدم والتدخين والعمليات الجراحية السابقة للشريان الأبهر، مثل جراحة القلب.

تشتمل خيارات العلاج على الأدوية أو التدخل الجراحي أو الجمع بينهما. وقد تخفض الأدوية ضغط الدم وتقلل خطورة حدوث تمزق أو قطع. وقد تتطلب الجراحة تبديل الجزء التالف من الشريان الأبهر أو إصلاح جداره.

مركز القلب في مستشفى فقيه الجامعي

مركز القلب في مستشفى فقيه الجامعي هو مركز متطور مخصص لتشخيص حالات أمراض القلب وعلاجها وإدارتها، بداية من عمر 5 أسابيع. يقدم معهد القلب رعاية شاملة للقلب بفضل تجهيزه بأحدث تقنيات التشخيص الذكية ووجود فريق عمل ذي خبرة من أطباء القلب الذين يقدمون رعاية لحالات أمراض القلب الوقائية والتدخلية وجراحة القلب والصدر والأوعية الدموية.  

يقدم مركز القلب في مستشفى فقيه الجامعي مجموعة كبيرة من الخدمات، بما في ذلك اختبارات تشخيص القلب، وأمراض القلب التدخلية، والفيزيولوجيا الكهربية، وجراحة القلب والأوعية الدموية، وإعادة تأهيل القلب. ويلتزم مركز القلب بتوفير رعاية شاملة ومخصصة مبنية على الأدلة للجميع، والعمل على تحسين جودة حياة الأفراد من خلال علاج القلب بذكاء.

[1] https://www.cureus.com/