قبل المتابعة
بالنقر فوق "قبول الكل"، فإنك توافق على تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك لتحسين التنقل في الموقع، وتحليل استخدام الموقع، والمساعدة في جهودنا التسويقية.

شابة تتعافى من ألم الحوض المزمن بعد عام من المعاناة

شابة تتعافى من ألم الحوض المزمن بعد عام من المعاناة

تفترض معظم النساء أن ألم الطمث ألم طبيعي. وهو أمر صحيح إلى حدٍّ ما، لكن هل تعرفين أن ألم الطمث الشديد غير المحتمل ليس أمراً عادياً وقد يكون سبباً لمشكلات صحية؟

لم تفكر السيدة/ نورا (تم تغيير الاسم حفاظاً على الخصوصية) كثيراً ولم تقف طويلاً أمام ألم الحوض الذي يرافقها وصعوبات فترة الطمث التي تواجهها، حيث ظنت بأن الأمر عادي إلى أن أصبح الأمر جزءاً مستمراً ومؤلماً من حياتها. يعد الألم أثناء فترات الدورة الشهرية أمرًا طبيعيًا واعتياديًا، ولكن مع مرور الوقت، عانت من المزيد من التغييرات بما في ذلك النزف الشديد أثناء الدورة الشهرية، وآلام الحوض المستمرة المزمنة، وفقر الدم.

وعندها علمت بأن هناك شيئاً غير عادي قامت بزيارة عدة مستشفيات بحثاً عن حل دائم. ورغم خضوعها لعلاجات مختلفة وتناولها لأدوية متعددة إلا أنها لم تتعاف بعد. اقترح عليها البعض أيضاً التدخل الجراحي أو الأشعة التداخلية لتكون الحل الملائم لها فيما بعد.

بعد النظر في هذه الخيارات، توجهت بالزيارة إلى د. علاء الدين حكيم، استشاري الأشعة التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي.

كشف الفحص إصابتها بمتلازمة احتقان الحوض وهي حالة تحصل عند حدوث توسع مرضي في أوردة المبيض التي تؤدي إلى حدوث دوالي في أوردة المبيض، مما يسبب ألماً شديداً ومزمنًا في الحوض بالإضافة إلى نزف شديد أثناء الدورة الشهرية.

ساعد التشخيص الدقيق للخبير المتخصص في فهم سبب كون العلاج الذي تناولته حتى الآن لا يوفر إلا راحة مؤقتة.

تقول السيدة/ نورا: "بعد زيارة عدد من الأطباء والمستشفيات، أتوجه بكل الشكر للدكتور/ حكيم الذي قدم لي كل الدعم والرعاية والاستماع إلى مشكلتي. فقد بذل قصارى جهده للوصول إلى أفضل حل علاجي لحالتي الصعبة".

أكد د. علاء الدين حكيم أن حالتها من الممكن علاجها بنجاح عن طريق انصمام الأوعية الدموية، وهي طريقة علاجية بسيطة توفر تعافياً أسرع دون وجود ندبات مرئية. الانصمام هو إجراء تداخلي بسيط يستخدم في الأشعة التداخلية لعلاج مختلف الحالات بما في ذلك متلازمة احتقان الحوض. تُدخل قسطرة صغيرة عبر شق دقيق في الجلد عبر الأوعية الدموية إلى المنطقة المرضية.  

تقول السيدة/ نورا: "هكذا أصبحت حياتي أسهل وأسعد. يمكنني الآن استعادة نشاطي ومتابعة صغاري والركض معهم دون القلق من الألم. يستغرق الأمر بعض الوقت لتختفي كل الأعراض، غير أن العلاج بالأشعة التداخلية لا يوجد له أعراض جانبية خطيرة أو ندبات أو حتى ألم. وددت لو كنت أعلم عن حالتي هذه وعن هذا الإجراء من قبل. أمضيت سنوات من الألم والعلاجات، أما الآن فقد تعافيت تماماً وأصبح لحياتي معنى جديداً"

خلال الإجراء، بدأ د. علاء الدين حكيم بإغلاق كل الأوردة المتوسعة والتالفة بدقة وعناية حتى لا تمتلئ بالدم أو تنتفخ فتسبب ألماً أكثر. لا يمكن إجراء الجراحات المعقدة على شاكلة هذا الإجراء إلا على يد متخصصين ماهرين وخبراء في الأشعة التداخلية.

عادت السيدة/ نورا إلى منزلها في غضون مدة تتراوح من 3-4 ساعات ونصحها الطبيب باستئناف أنشطتها الاعتيادية على الفور تقريباً. شعرت بتحسن الأعراض في الأيام اللاحقة. ثم بدأ النزيف يقل تدريجياً إلى أن عادت في النهاية إلى حياتها الطبيعية.

ما هي الأشعة التداخلية

تسلط تجربة السيدة/ نورا الضوء على أهمية التشخيص الدقيق للحالات المعقدة مثل متلازمة احتقان الحوض التي قد تنشأ عن أسباب عدة.  

الأشعة التداخلية هو تخصص طبي يستخدم القساطر لعلاج الحالات الصحية المعقدة بدون جراحة أو تخدير عام أو ألم. على عكس الجراحة التقليدية التي تحتاج إلى إجراء شق جراحي في الجلد، يتم إدخال القسطرة عن طريق شق بسيط من 2 ملم، مما ينتج عنه ندبات أقل ووقت تعافٍ أسرع مع قلة مخاطر المضاعفات.

كما أن معدلات النجاح فيها مرتفعة، حيث حققت العديد منها نتائج مشابهة للجراحات المفتوحة. فعلى سبيل المثال، يحقق الانصمام، ذلك التدخل المستخدم في علاج متلازمة احتقان الحوض، معدلات نجاح مرتفعة؛ ليكون بذلك بديلاً أكثر فاعلية وأماناً للجراحة التقليدية التي قد تكون لها مضاعفات شديدة.

من المهم رفع الوعي بالأشعة التداخلية ومنافعها. يمكن للأشعة التداخلية، من حيث كونها توفر بديلاً للجراحات المفتوحة، وتلعب دور في تقليل قلق المريض وتسرع وقت التعافي وتحقق نتائج أفضل إلى جانب مضاعفات أقل. لذا؛ من المهم توعية المرضى ومتخصصي الرعاية الصحية والعامة بالأشعة التداخلية ودورها في علاج الحالات المعقدة.